الطاعات والمعاصي
عندما خلق الله سبحانه وتعالى الخلق، استخلف الإنس والجن لعبادته، وجعل جزاء الطاعات الجنّة، وجعل آثارها الطيبة والنافعة تعم النفس والقلب والروح، وجعلها سبباً لسعادة الدنيا والآخرة.
أما المعاصي، فهي كل ما يخالف الشرع، وكل فعل وقول يسبب غضب الله تعالى، والمعاصي لها آثار كبيرة على الحياة والنفس، ومن آثارها العامّة أنها سبب لحدوث الكوارث الطبيعية، مثل الجفاف، والفيضانات، وانقطاع المطر، والزلازل، والخسف، والمجاعات، والفقر، وقلة الثمر، والغرق، وفساد البلاد، والرجفة، وخراب الأشجار، والآفات الكثيرة.
أما الآثار النفسية، فهي كثيرة أيضاً، وسنأتي على ذكرها، حيث يقول الله تعالى : ” وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ “، لذلك علينا أن نهزم المعاصي بالتوبة، والاستغفار، وطلب العفو من الله تعالى، كي ننجو من آثارها جميعاً.
آثار المعاصي على النفس
- قسوة القلب، وعدم اتعاظه وتأثره بالترغيب والترهيب، وعدم تأثره بالآيات والأدلة، وذكر الجنة والنار.
- الحرمان من الانتفاع بالعلم، وعدم استيعابه، والشعور بانطفاء نور القلب ويقينه.
- حدوث وحشة بين الله والعبد، فلا يستشعر العبد بقرب ربه، ولا يستطيع مناجاته، ولا يشعر العبد بمتعة العبادات أبداً مهما فعل.
- الشعور بظلمة القلب، والحيرة والتخبط فيه وفي قراراته واختياراته.
- ضعف القلب ووهنه، فيصبح وكأنه ميت، مهمته فقط ضخ الدم في الجسد، ويصبح بلا شعور.
- زوال بركة العمر، ونقصه، ونقص بركة الحسنات، وضياع عمر القلب في الحسرة والندامة.
- اعتياد المعاصي، وموت إنكار القلب لها، والمجاهرة بها مع المفاخرة بارتكابها، فيصبح من السهل على النفس عمل المعصية، دون الشعور بالندم، والذنب والتقصير، وعدم المبالاة بغضب الله.
- الذل، لأنّ المعصية سبب في الذل والخنوع.
- الران والصدأ والختم على القلب، لأن المعاصي مثل النقطة السوداء، تكبر في القلب، حتى يصبح القلب أسود خالصاً، ويصبح عليه مثل الغشاوة، فيتولاه الشيطان، ويصبح صاحب سلطةٍ عليه.
- زوال غيرة القلب وانطفائها، فيصبح المرء ديوثاً، لا يغار على عرضه ومحارمه، ولا يثور لانتهاك حرمات الله تعالى، ولا يأبه بإهانة المؤمنين، ولا الاعتداء على الحرمات والأنفس والشرف والدين.
- زوال الحياء، وانطفاء الخجل، فيزول الستر بين العبد وربه، وبين العبد والناس فيصبح بلا أخلاق، ويرتكب المعاصي ويجاهر بها.
- زوال تعظيم الذات الإلهية، وزوال الوقار من النفس والقلب، وسقوط الهيبة، فيصبح العبد مستخفّاً به، لا يهابه أحد، ولا يوقره أي شخص.
- الشعور بالكآبة، وضنك العيش، وعدم الشعور بالسعادة أبداً، حتى لو اجتمعت للعبد جميع الملذات.
- ضعف الهمة، والشعور بالكسل الدائم، والتراخي، والتقاعس.