صحابيات

هُزَيلَة بنت عُتبة

ملخص المقال

    هُزَيلَة بنت عُتبة الأنصارية رضي الله عنها زوجة خارجة بن زيد بن أبي زهير ووالدة سعد بن الربيع ومحبة بنت الربيع وزيد بن خارجة وحبيبة بنت خارجة.

هُزَيلَة بنت عُتبة الخزرجية الأنصارية رضي الله عنها، تزوجها الربيع بن عمرو بن أبي زهير، ثم الصحابي خارجة بن زيد بن أبي زهير، وهي والدة عدد من الصحابة والصحابيات، وهم: سعد بن الربيع ومحبة بنت الربيع، وزيد بن خارجة وحبيبة بنت خارجة، رضي الله عنهم أجمعين.

هُزَيلَة بنت عُتبة.. اسمها ونسبها

هُزَيْلَةُ بِنْتُ عُتْبَةَ وقيل: هزيلة بنت عنبة بن عمرو بن خديج بن عامر بن جُشَمِ بن الحارث بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، الصحابية الخزرجية الأنصارية، ويعرف قومها ببني الحارث بن الخزرج أو بلحارث بن الخزرج ويشتهرون ببني الأغر[1]. وذكرها ابن حبيب بلفظ: هزيلة بنت عمرو بن عتبة بن خديج، ونقل عنه ابن ماكولا في الإكمال وابن الأثير في أسد الغابة[2]. والصواب ما أثبتناه.

إقرأ أيضا:أم سليم بنت ملحان

أسرة هُزَيلَة بنت عُتبة

أمها أميمة بنت سُحَيْمِ بن الأسود بن حَرام من بني مالك بن النجار[3]، وتزوجها الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، فولدت للربيع الصحابي سعد بن الربيع رضي الله عنه وهو أحد النقباء الاثني عشر السابقين في الإسلام[4]، وكذلك محبة بنت الربيع بن عمرو بن أبي زهير رضي الله عنها[5].

ثم خلف عليها وتزوجها الصحابي البدري خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه[6]، فولدت له الصحابية حبيبة بنت خارجة بن زيد، زوجة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما[7]، وكذلك ولدت له الصحابي البدري زيد بن خارجة رضي الله عنه، الذي تكلم بعد موته في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه[8]. وذكر ابن منده أن لخارجة بن زيد رضي الله عنه من هُزَيلَة بنت عُتبة ولدًا سمَّاه “سعد بن خارجة”، استشهد مع والده في غزوة أُحد، قال ابن منده: “سعد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير، مختلف في اسمه، وهو أخو زيد (زيد بن خارجة)، قتل هو وأبوه يوم أُحد”[9].

إسلام هُزَيلَة بنت عُتبة

أسلمت هزيلة بنت عتبة رضي الله عنها، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [10]، ويبدو أنها كانت من السابقين في الإسلام، كما كان زوجها خارجة بن زيد بن أبي زهير رضي الله عنه، فإنه كان من السابقين في الإسلام، وهو من الطبقة الأولى من الأنصار[11]، أسلم قبل الهجرة، وشهد بيعة العقبة الثانية، وهو أحد النقباء الاثني عشر الذين جعلهم النبي صلى الله عليه وسلم على قومهم[12].

إقرأ أيضا:هند بنت عتبة

وبعد الهجرة النبوية آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي بكر الصديق وبين والدها خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي رضي الله عنه[13]، فنزل أبو بكر رضي الله عنه عند أخيه في الإسلام خارجة، وكان منزل خارجة بن زيد سيد بني الحارث بن الخزرج في منطقة السُّنْح في عوالي المدينة المنورة[14]، فتزوج أبو بكر رضي الله عنه من ابنته حبيبة بنت خارجة، قال ابن سعد: “نزل أبو بكر على خارجة بن زيد بن أبي زهير وتزوج ابنته، ولم يزل في بني الحارث بن الخزرج بالسنح حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم”[15].

ولا يعرف للصحابية هزيلة بنت عتبة رضي الله عنها رواية، ولا تاريخ وفاة.

________________

[1] ابن سعد: الطبقات الكبرى، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار صادر – بيروت، 1968م، ج8/ ص363. ابن حزم: جمهرة أنساب العرب، تحقيق: لجنة من العلماء، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة: الأولى، 1403/1983م، ص361. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، 1415هـ، ج8/ ص340.

[2] ابن حبيب: المحبر، تحقيق: إيلزة ليختن شتيتر، الناشر: دار الآفاق الجديدة – بيروت، د.ت، ص421. ابن ماكولا: الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، الناشر: دار الكتب العلمية –بيروت، 1411هـ / 1990م، ج7/ ص320. ابن الأثير: أسد الغابة، الناشر: دار الفكر – بيروت، 1409هـ / 1989م، ج6/ ص287.

إقرأ أيضا:أم حرام بنت ملحان

[3] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص363.

[4] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص522، 612، ج8/ ص363. ابن حبيب: المحبر، ص421.

[5] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص359. ابن حبيب: المحبر، ص421. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج8/ ص313 – 314.

[6] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص363 – 364.

[7] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص524 – 525، ج8/ ص360. ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج8/ ص80.

[8] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص524 – 525، ج8/ ص363 – 364. ابن حبان: الثقات، طبع بإعانة: وزارة المعارف للحكومة العالية الهندية، تحت مراقبة: الدكتور محمد عبد المعيد خان مدير دائرة المعارف العثمانية، الناشر: دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند، 1393هـ /  1973م، ج3/ ص137 – 138. مما هو مشهور عن زيد بن خارجة رضي الله عنه أنه الذي تكلم بعد موته زمن خلافة عثمان رضي الله عنه، وذلك أنه غشي عليه قبل موته، وأسري بروحه، فسجى عليه بثوبه، ثم راجعته نفسه، فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر، وعمر، وعثمان، ثم مات في حينه. روى ابن عبد البر بسنده عن سليمان بن بلال، عن يحيى، عن سعيد ابن المسيب، أن زيد بن خارجة الأنصاري، ثم من بني الحارث بن الخزرج. توفي زمن عثمان بن عفان، فسجي بثوب، ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم فقال: أحمد أحمد في الكتاب الأول. صدق صدق أبو بكر الصديق، الضعيف في نفسه، القوي في أمر الله، كان ذلك في الكتاب الأول. صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول. صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم، مضت أربع سنين وبقيت اثنتان، أتت الفتن، وأكل الشديد الضعيف، وقامت الساعة، وسيأتيكم خبر بئر أريس [بئر بالمدينة ثم بقباء مقابل مسجدها] وما بئر أريس. قال يحيى بن سعيد: قال سعيد بن المسيب: ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره، ثم تكلم فقال: إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق. قال ابن عبد البر ونقل عنه الذهبي: “روى حديثه هذا (أي التكلم بعد الموت) ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير، ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير، عن أبيه. ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب”. انظر: الطبراني: المعجم الكبير، الناشر : مكتبة العلوم والحكم – الموصل، الطبعة الثانية، 1404هـ / 1983م، رقم (5144)، ج5/ ص218، رقم (5145)، ج5/ ص219.  ابن عبد البر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب، ج2/ ص547. ابن الأثير: أسد الغابة، ج2/ ص132. الذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الثالثة، 1405هـ / 1985م، مجلد الخلفاء الراشدين، ص213.

[9] ابن منده: المستَخرجُ من كُتب النَّاس للتَّذكرة والمستطرف من أحوال الرِّجال للمعرفة، تحقيق: عامر حسن صبري التميمي، الناشر: وزارة العدل والشئون الإسلامية البحرين، د.ت، ج1/ ص343. وانظر: ابن حجر: الإصابة في تمييز الصحابة، ج3/ ص44.

[10] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص364. ابن حبيب: المحبر، ص421. ابن ماكولا: الإكمال، ج7/ ص320. ابن الأثير: أسد الغابة، ج6/ ص287.

[11] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج8/ ص360. سبط ابن الجوزي: مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، تحقيق: محمد بركات وعمار ريحاوي، الناشر: دار الرسالة العالمية – دمشق، 1434هـ / 2013م، ج3/ ص279.

[12] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص525، وقال: وشهد خارجة بن زيد بن أبي زهير العقبة في روايتهم جميعا. ابن منده: المستَخرجُ من كُتب النَّاس للتَّذكرة والمستطرف، ج1/ ص96، وقال: قاله عروة والزهرى. ابن حزم: جوامع السيرة وخمس رسائل أخرى لابن حزم، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: دار المعارف – مصر، 1900م، ص80. ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، 1412هـ / 1992م، ج3/ ص40.

[13] ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج3/ ص185. بينما ذكر ابن إسحاق أن أبا بكر رضي الله عنه بعد الهجرة إلى المدينة نزل على خبيب بن إساف (يساف) رضي الله عنه، وفي قول آخر نزل على خارجة بن زيد بن أبي زهير. ونزول أبي بكر عند خارجة بن زيد بن أبي زهير هو المشهور، ودليله أنه تزوج ابنته بالسُّنْح، كما أن خبيب بن يساف رضي الله عنه لم يكن مسلمًا وقت الهجرة، بل أسلم في الطريق إلى غزوة بدر سنة 2هـ، كما ورد عند الإمام أحمد والطبراني بسند رجاله ثقات.انظر: ابن هشام: السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، الطبعة: الثانية، 1375هـ / 1955م، ج1/ ص493. ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص174، 535. أبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة، ج2/ ص828، 969. الإمام أحمد: مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وعادل مرشد، وآخرون، إشراف: د عبد الله بن عبد المحسن التركي، الناشر: مؤسسة الرسالة، 1421هـ / 2001م، رقم (15763)، ج25/ ص42 – 43.  الطبراني: المعجم الكبير، رقم (4194، 4195)، ج4/ ص223 – 224.

[14] السُّنْح: هو بضم أوله وسكون ثانيه: مكان في عوالي المدينة النبوية، كان به منزل أبي بكر الصديق حين تزوج حبيبة بنت خارجة بن زيد الأنصارية. وجاء خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وهو بالسّنح، حيث منازل بني الحارث بن الخزرج. انظر: محمد بن محمد حسن شُرَّاب: المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، الناشر: دار القلم، الدار الشامية – دمشق- بيروت، 1411هـ، ص144.

[15] ابن سعد: الطبقات الكبرى، ج3/ ص174، ج8/ ص360.

السابق
أم الدرداء الكبرى
التالي
صفية بنت عبد المطلب