احكام شرعية منوعة

ما حكم حبوب منع الحمل؟

حكم حبوب منع الحمل بدون عذر

يترتّب حكم أخذ حبوب منع الحمل للمرأة بناءً على الدّافع الذي يحملها على فعل ذلك، فإنْ كان أخذ حبوب منع الحمل لغير عذرٍ وحاجةٍ، أو لمنع الحمل والإنجاب بالكليّة بهدف تحديد النسل فلا يجوز أخذها شرعاً، لأنّ في ذلك مخالفةً للنصوص الشرعية التي تدعو إلى تكثير النسل، وتنهى عن التبتّل وتحديد النسل، ولا يحلّ للزوج أن يُكرِهَ زوجته على أخذ هذه الحبوب.

وممّا يدلّ على تحريم أخذ حبوب المنع الحمل بدون حاجةٍ ما يأتي:

  • حثّ الشريعة الإسلامية على الإكثار من النّسل، ومن ذلك قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تزوَّجوا الولودَ الودودَ، فإنِّي مُكاثِرٌ بِكُم).
  • نهْي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن التبتّل والإخصاء، ويُقاس ذلك على المرأة، فعن سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ نهَى عنِ التَّبتُّلِ).
  • النهي عن منع الحمل أو إسقاط الجنين إذا كان لسببٍ غير معتبرٍ شرعاً، كمنع الحمل بسبب الخوف من الرّزق، لقول الله -تعالى-: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ)، ولقوله: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا).

حكم حبوب منع الحمل لعذر

يجوز أخذ حبوب منع الحمل إذا كان ذلك لحاجةٍ معتبرةٍ شرعاً، مثل أنْ يُسبّب الحمل خطراً على حياة المرأة، أو ضرراً واضحاً لها بشهادة الأطباء، أو لأنّ الولادات المتتابعة تؤثّر على صحة المرأة.

إقرأ أيضا:حكم زيارة القبور للنساء

كما يجوز أخذ حبوب منع الحمل بهدف تنظيم النسل لا تحديده، مثل مَن كثر أطفالها أو كانت مريضة ولا تستطيع الاهتمام بتغذية أبنائها، فاحتاجت إلى أخذِ هذه الحبوب حتى تتفرّغ لاستقبال الحمل الجديد، بحيث لا يكون الهدف من أخذ هذه الحبوب قطع النسل بالكلية.

ضوابط وشروط جواز أخذ حبوب الحمل

ذكر أهل العلم العديد من الشروط والضوابط التي تُجيز للمرأة الأخذ من حبوب منع الحمل إذا كان ذلك لحاجةٍ أو مصلحةٍ شرعية معتبرة، وتوضيح هذه الضوابط والشروط فيما يأتي:

  • موافقة الزوج والزوجة على ذلك

يُشترط لجواز أخذ هذه الحبوب موافقة الزوج والزوجة على ذلك بالتراضي، فلا يجوز للمرأة أن تأخذها دون علم زوجها أو دون موافقته -إذا كان الحمل لا يؤدّي بها إلى الخطر-، كما لا يجوز للزوج أيضاً أن يُجبر زوجته على أخذ هذه الحبوب إذا كانت لا تُريد ذلك.

  • أن لا يكون أخذها بهدف تحديد النسل

يُشترط أن لا يكون أخذ حبوب الحمل لقطع النّسل بالكلّية، أما أخذ هذه الحبوب لتنظيم النسل بموافقة الزوجين فهو جائز، استدلالاً بما ثبت عن جابر -رضي الله عنه- أنه قال: (كُنَّا نَعْزِلُ علَى عَهْدِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَبَلَغَ ذلكَ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يَنْهَنَا).

إقرأ أيضا:ما حكم قراءة القرآن بدون وضوء
  • أن لا تكون مُضرَّةً بالمرأة

يُشترط أن لا تُسبّب هذه الحبوب ضرراً للمرأة، أمّا إن بيّن الطبيب أنّ حبوب منع الحمل تؤثّر على صحة المرأة، وتسبّب لها أضراراً ومشاكل وخيمة، أو تؤدّي إلى المرض وتشوّه الأجنّة، فيحرم حينها أخذ هذه الحبوب، فإنْ لم يترتّب عليها الضرر جاز أخذها قياساً على جواز العزل عند الحاجة.

اقرأ ايضا : ما حكم من لا يريد الزواج ؟

السابق
حكم الموت الرحيم
التالي
ما حكم بيع السلم؟