الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
اصطفى الله عزّ وجلّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لرسالة الإسلام وهو في الأربعين من عمره، فأنزل عليه جبريل عليه السلام وهو معتكف في غار حراء، وبدأ بتلاوة الآيات الأولى من القرآن الكريم عليه، وهي آيات سورة العلق، وكان ذلك موقفاً شديداً مخيفاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاد إلى بيته وفيه خديجة مرتجفاً يخبرها بما حصل معه، فطمأنته ووقفت إلى جانبه، وبعدها نزل عليه الوحي يأمره بدعوة الناس إلى الله، فانطلق عليه السلام بالدعوة إلى الله تعالى، وظلّت دعوته سريّة غير معلنة قرابة ثلاث سنوات، ثم أمره الله عز وجل بالجهر بها فكان ذلك. تزوّج الرسول صلى الله عليه وسلم بإحدى عشرة زوجة، وكان له ثلاثة أولاد من الذكور على الرأي الراجح، وهم القاسم وعبد الله وابراهيم، وأربعة من الإناث، وهنّ زينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة رضي الله عنهن جميعاً، كل أولاده عليه السلام من السيدة خديجة رضي الله عنها إلا إبراهيم فقد كان من مارية القبطية.[١]
أسباب حب الرسول
يستشعر المسلمون محبة الرسول صلى الله عليه وسلم لكثير من الأسباب، نذكر منها ما يلي:[٢]
- مجيئه بالرحمة والهداية للأمة، فلولا الرسول صلى الله عليه وسلم ما عرف المسلمون طريق الحق والهداية، ولكان مصيرهم إلى العذاب في نار جهنم، لكنّه بقدومهم دلّهم على ما يُرضي الله عز وجلّ، وينجيهم من العذاب ويؤدي بهم إلى الجنة.
- حبه عليه الصلاة والسلام لأمته، فقد كان يحب المسلمين حباً شديداً ويخشى عليهم الضلال والبعد عن الله عز وجل، كما يخشى أن يصيبهم شيء من العذاب، فقد ورد في صحيح مسلم (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تلا قولَ اللهِ عزَّ وجلَّ في إبراهيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [ 14 / إبراهيم / الآية – 36 ] الآية وقال عيسى عليه السلام: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم)[ 5 / المائدة / الآية – 118 ] فرفعَ يديهِ وقال اللهمَّ ! أُمَّتي أُمَّتي وبكى . فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: يا جبريلُ ! اذهب إلى محمدٍ، – وربُّكَ أعلمُ -، فسَلهُ ما يُبكيكَ؟ فأتاهُ جبريلُ عليهِ الصلاةُ والسلامُ فسَألهُ.فأخبرهُ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بما قالَ. وهو أعلمُ. فقال اللهُ: يا جبريلُ! اذهبْ إلى محمدٍ فقلْ: إنَّا سنُرضيكَ في أُمَّتكَ ولا نَسُوءُكَ).[٣]
- سعيه الحثيث الشديد لإبعاد الناس عن نار جهنم، فقد ورد في حديثه عليه السلام: (مثلي كمثلِ رجلٍ استوقدَ نارًا، فلما أضاءَتْ ما حولَها، جعلَ الفَراشُ وهذِهِ الدوابُّ التي يقَعْنَ في النارِ، يقعْنَ فيها، وجعلَ يَحْجُزُهُنَّ، ويغلِبْنَهُ، فيقْتَحِمْنَ فيها، فذلِكَ مثَلِي ومثلُكم، أنا آخُذُ بحُجْزِكُم عنِ النارِ: هلُمَّ عنِ النارِ، هلُمَّ عنِ النارِ، فتغلِبونِي، فتَقْتَحِمونَ فيها).[٤]
- تولّيه للمؤمنين، فقد قال عن نفسه عليه الصلاة والسلام أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
- حبّه يُحقق حلاوة الإيمان في قلب المسلم، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنّ من تتحقق فيه خصال ثلاثة يذوق حلاوة الإيمان، واحدة منهنّ أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه من أي شيء.
- كمال إيمان المسلم يتحقق بحبه للنبي صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في حديثه الشريف صلى الله عليه وسلم: (لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ)[٥].
- بمحبته صلى الله عليه وسلم ينال المسلم منزلة عالية في الجنة، وذلك لأنّ المرء يُحشر مع من أحبّ كما أخبر عليه الصلاة والسلام.
نسب الرسول
يتصل نسب الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بإسماعيل ولد إبراهيم عليهما السلام في عدنان ولد إسماعيل، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، ويكنّى بأبي القاسم. صان الله عز وجل أباه عبد الله من الزنا، فكان نسب الرسول صلى الله عليه وسلم نسباً شريفاً طاهراً، وهو ما كانت تعرفه قريش جيداً وتقرّ به، ومن ذلك أنّ هرقل حين سأل أبا سفيان عن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم أخبره بأنه ذو نسب في قبيلته وقومه، فما كان من هرقل إلا أن قال له أنّ الأنبياء والرسل يكونون أصحاب نسب شريف في أقوامهم.[١]
إقرأ أيضا:من حكم الشافعينشأة الرسول
وُلد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول من عام الفيل، وأخبرت أمه آمنة أنّه خرج مع الرسول عليه الصلاة والسلام نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، ويُقال أنّ أباه قد توفي وهو في بطن أمه وهذا الرأي الراجح، ويُقال أيضاً أنّه تُوفي بعد ولادة الرسول عليه الصلاة والسلام ببضعة أشهر أو سنة. أرضعته سيدة تدعى حليمة من بني سعد، ومكث عندها في البادية قرابة الأربع سنوات، وحدثت له عندها حادثة شق الصدر التي انتزع الله فيها حظ الشيطان من قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم، حينها خافت السيدة حليمة عليه وأعادته إلى أمه، وبقي عندها إلى أن تُوفيت وهو في السادسة من عمره، بعدها احتضنته أم أيمن -مولاته التي ورثها من أبيه- وتكفّل به جدّه عبد المطلب، وظلّ على ذلك إلى وفاة جده وهو في الثامنة من عمره، حينها تكفّله عمّه أبو طالب، الذي نصره ووقف معه وكان له نِعم العون، إلا أنّه أصرّ على شركه ولم يقبل الدخول في الإسلام.
إقرأ أيضا:فوائد الوضوء الصحية