محبَّة الله
محبَّة الله سبحانه وتعالى للعبد المؤمن منزلة عالية رفيعة يحظى بها أولياؤه الصالحون، الّذين ترقوا في إخلاص عبوديتهم له حتى نالوا هذه الدرجة المميزة، ومن يحظى بها يكون قد فاز فوزاً عظيماً في الحياة الدنيا بالتأييد، والتوفيق، والنصر، والتمكين، وفي الآخرة بالفوز بالجنّة والنعيم الدائم، وهناك علامات لمحبة الله للعبد أعرض بعضها في هذا المقال.
علامات محبة الله سبحانه للمؤمن
- هدايته وتوفيقه لعمل الطاعات، حيث يهتدي المؤمن بالمحافظة على الفرائض أولاً، ثمَّ بعد ذلك يوفقه الله سبحانه للإكثار من النوافل، وفي ذلك علامة واضحة على حبِّ الله له، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: يقولُ اللهُ تعالى : (من عادى لي ولياً فقد بارزني بالمحاربةِ، وما تقرب إليّ عبدي بمثلِ أداءِ ما افترضته عليه، ولا يزالُ عبدي يتقرّبُ إليّ بالنوافلِ حتى أحبَّه).
- مقدرته العالية على الصبر وتحمُّل المحن والمصائب، فالإنسان العادي إمّا أن يصبر وإمّا أن يجزع ويقنط من رحمة الله سبحانه وتعالى، ويكون صبر المؤمن بتوفيق الله سبحانه ومحبته له.
- طمأنينة النفس عند أداء العبادات، فهذه الطمأنينة هي علامة على محبة الله سبحانه لصاحبها.
- التوفيق في أمور الدنيا والسعي فيها.
- النجاة من الكرب والمحن والشدائد، وهي بالنّسبة للمؤمن المحافظ على علاقته الطيبة بالله علامة مؤكدة على حب الله سبحانه له؛ وذلك لقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً) [الطلاق: 3]، فالذي يتقي الله يكون أهلاً لمحبَّة الله له.
- دفاع الله عن المؤمنين، وتحقيق النصر والغلبة لهم على الأعداء، لقوله تعالى: (إِنَّ اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) [الحج:38].
- بركة الرزق والتوفيق في تحصيله، لقوله تعالى : (ويرزقه من حيث لم يحتسب) [الطلاق:3].
- نيل التوفيق من الله في طلب العلم، لقوله تعالى: (وَاتَّقُواْ اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة:282].
- استجابة الدعاء، حيث يشعر من حظي بمحبَّة الله ـ سبحانه ـ له، أنَّ دعاءه في الغالب يُستجاب.
- نيل محبة النَّاس له، وهذه تكون أحياناً ثمرة لمحبّة الله له أيضاً.
- النفور من عمل المعاصي، والندم الشديد على فعلها.
- إنّ التربية الصحيحة والتنشئة المباركة، هي الّتي تغرس محبَّة الله سبحانه في نفس المؤمن، وما يتبع ذلك من التزامات عمليَّة وسلوكيَّة يقوم بها المؤمن، تشمل كل جوانب حياته، كالعبادات والمعاملات، والقيم والأخلاق والعادات، حيث تكون هذه التنشئة حاضرة وبكل قوَّة في حياة الأسرة المسلمة، والمجتمع المسلم، وفي ذلك رقيٌّ للفرد، وتقدم وازدهار للمجتمع.