الصّلاة
الصّلاة عِماد الدّين، وهي أول ما سوف يُحاسَب عليه العبد، فيجِب على المُسلم أنْ يقُم إلى الصلاة فورَ سماع النّداء، ليطرُد همّ الدُنيا ويغرِس همّ الآخرة، ولكي يحظى بثمرة الرّزق الروحي مُكافأة على جُهدِه ومُبادلة الإحسان بالإحسان، فسِّر الصّلاة روحِها ولُبّها هو إقبالِك على الله بكُل ذرّة من كيانك، وكما أنّه لا يجوز لك أنْ تصرِف وجهك عن القِبلَة إلى غيرها، فكذلك لا ينبغِي لك أنْ تصرِف قلبَك عن ربّك إلى غيره في الصّلاة.
الصّلاة صُندوق مُغلق لا يُفتح إلا بمُفتاح الإقبال على الله والإعراض عن ما سِواه، ولا يُعطي أسراره إلا لِمن جعل همَهُ واحداً و هِمّتُه واحدة، والكوب المُمتلِئ لا يقبل المزيد إلا إذا أفرغتُه بما فيه، وكذلك القلب لا تدخلُه معاني الصّلاة إذا كان محمولاً بهموم الدُنيا وأعباء الرّزق، إلّا أنْ تُفارقُه أثناء الصّلاة فينشرِح صدر المُسلم ويدخُل النور إليه، وكثيرا ًما يتأخَر البعض الصّلاة بحِجة الأعمال أو أنّه نسي موعد الصّلاة، وهذا لا يجوز فسرعة تلبيّة النّداء هي من أهم ما يُساعدُك على الالتزام بصّلاتِك، وخُشوعك في الصلاة يُساعدُك على الاشتياق للوقوف بين يديْ الله مرّة أخرى، حتى تنال راحة البال وتطمأنْ بين يديه سُبحانه وتعالى، ولا بد للإنسان من الخُشوع في صلاتِه حتى تشتاق نفسُه لذلك الارتياح الرُوحِي، فتُسرِع بتلبيّة النّداء فور سَماعِه وهذه أهم النّصائح التي تُساعد العبد على الخُشوع لخالِقه عزّ وجل:
إقرأ أيضا:طرق الصلاة الصحيحةتمّهَل ولا تتسرّع
قلّما تجتمِع الجودة مع السُرعة، فإذا أردتَ أنْ تحصَل على جميع فوائد الصّلاة عليك بأنْ تُعطي الصّلاة وقتها، ولا تستعجّل في أدائها، ولا تسرِق من خُشوعِك، وتنهَب من إيمانك، فكم منْ معاني لطيفة يفهمَها المُصلّي أثناء صلاته ولم تكُن قد خطَرت بقلبِه قبل ذلك، وكل ذلك يدعُوك إلى التّمهُل فتمّهل، ولا يكون التّمهُل منْ بدء الصّلاة بل مُبكِراً قبل الصّلاة، فيجِب أنْ تذهب إلى الصّلاة مَصحوبا ًبالسّكينة لا مُهرولاً، لِئلا تلِج صلاتك وأنت مُضطرب، تعلو أنفاسَك وتهبِط ومعها أفكارك.
ابتعد عن الروتين
التّكرار أول طريق الملل، والمَلل هو الذي يقود إلى السّهو والغفلَة عن معاني الصّلاة، والنّفس سريعة المَلل، فإذا كرّرت نفس الأذكار التي تحفِظها، وتفكّرت في نفس المعاني كلَ مرة، دون أنْ تحدُث عليها أيْ تغيير تمَكّن الملل منك، وهرَب منك الخُشوع، فعِش بين أنوار الذّكر، وتأمّل معانيه، وعندما تعتاد ويتسلَل إليك الشّيطان عن طريق السّهو انتقل إلى ذكر غيره.
اختَر المكان والوقت المُناسبين
يجب اختيار الوقت المُناسب للصّلاة فكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: من فِقه الرجل بأن يبدأ بحاجتِه قبل دُخولِه في الصّلاة ليدخُل في الصّلاة وقلبه فارغ. فمن يجتهِد في تنفيذ هذه الوصيّة البهيّة ينعُم بالهديّة، فلا تكُنْ مُنشغِل بدُنياك قبل الصّلاة وأثناء الصّلاة وبعد الصّلاة، وإلا سُرقت صلاتَك من بين يديك، وتسّربت كُنوزها أمام عينيك، ولا شّكَ أنّ القلب يكون أكثر استعداداً وأقرب قُبولاً، وأطّهر روحاً في المساجِد فهي بيوت الله التي تهدَأ فيها الروح، ويطمَأّن القلب، وأفضل الأوقات شهر رمضان وأفضل اللّيالي هي لياليه وخاصّة العشَر الأواخِر، وأفضل ليلة هي ليلة القَدر فهي خير من ألفِ شهر، وأفضل ساعات الليل هي الثُلث الأخير من الليل فهو أحبّ إلى الرّب وأقرَب إلى الرّحمة، وأبعث على حُضور القلب، وأبعد عن الأشغال وأدّنى من الإخلاص، فضلاً عن أهم شيء يحدُث فيه وهو نُزول الله عزّ وجل إلى السّماء الدُنيا ليستقبِل كلام من أحبه وناجاه
إقرأ أيضا:كيف تؤدى صلاة الجمعة