الحجّ
فرض الله تعالى على عباده المستطيعين حجّ بيت الله الحرام، وجعل الحجّ المبرور الذي لا يخالطه فسوقٌ وفجورٌ وجدالٌ مكفِرًا للذُّنوب والآثام، وعلى كُلِّ حاجٍّ للبيت الاقتداء بقائد ركب الحجيج الأوّل محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم والالتزام بهديه وسُنَّته وهو القائل:”خذوا عني مناسككم”؛ لذلك كان لِزامًا على كُلِّ من توجَّه إلى البيت الحرام بنيَّة الحجّ أو العمرة أنْ يتعلَّم الهدي النَّبوي في ذلك عن طريق سؤال أهل العلم، والاستعانة بكُتيبات المناسك التي تُوزّع أو تُباع من قِبل الجهات الموثوقة؛ لذلك على كُلِّ من أراد الحجّ ألَّا يشرع في سفره تجاه مكّة قبل أنْ يكون تعلَّم كيف حجّ النَّبي صلى الله عليه وسلم وما يتوجّب عليه فعله كي ينال الأجر والمثوبة المرجوة من الحجّ.
والحجّ هو التَّوجه إلى مكّة لآداء المناسك والتي تبدأ بالإحرام من الميقات، ثُمّ اختيار النُّسُك، يلي ذلك البدء في الحجّ على التَّرتيب التَّالي:
- اليوم الثَّامن من شهر ذي الحِجّة وهو يوم التَّروية والمبيت في مِنى.
- اليوم التَّاسع يوم عرفة وعند المغيب النَّفرة إلى مزدلفة.
- اليوم العاشر يوم العيد يرمي جمرة العقبة، ثُمّ يذبح الهدي، ثُمّ يحلِق أو يقصَّر، ثُمّ يطوف طواف الإفاضة.
- اليوم الحادي عشر والثَّاني عشر والثَّالث عشر- أيَّام التَّشريق- يرمي الجمرات، وفي اليوم الأخير يطوف طواف الوداع ويغادر مكّة.
من آداب السَّفر للحجّ
- يُستحبّ للحاجّ المحافظة على الأدعية والأذكار المشروعة الواردة عن النّبي صلى الله عليه وسلم كدُعاء السَّفر ودعاء الرُّكوب.
- يُستحب للحاجّ اتباع سُنّة الأولين والآخرين وهي الوصية؛ فيوصي أهله بتقوى الله تعالى، ويُستحب كتابة الوصية الخطيّة يذكر فيها ما عليه من الدُّيون والالتزامات الماليّة للنَّاس، ويرد الودائع والأمانات إلى أهلها أو يستأذنهم في بقائها.
- يُستحب اختيار الرَّفيق الصَّالح الذَّاكر لله تعالى المُعين على أعباء السَّفر.
- يتفقه في أحكام الحجّ قبل مغادرة بلاده والسُّؤال عمّا أُشّكِل عليه من مسائل الحجّ وأحكامه.
- التَّوبة من الذُّنوب والمعاصي والنَّدم على ما مضى من التَّفريط في طاعة الله والعزيمة على عدم العودة إليها.
- يختار للحجّ نفقةً طيبةً من المال الحلال الطَّيب لأنّ الله طيبٌ ولا يقبل من العبد إلا طيبًا.
- يبتعد عن جميع المعاصي فلا يعمد إلى إيذاء أحدٍ بلسانه، ولا بيده، ولا يزاحم الحُجاجّ زحامًا يؤذيهم، ولا ينقل النميمة، ولا يقع في الغيبة، ولا يجادل أصحابه ولا غيرهم إلا بالحُسنى، ويتجنَّب الكذب، ولا يفتري على الله الكذب.
- يقصد بالحجّ وجه الله تعالى والتَّقرب إليه، ويحذر من أنْ يكون المقصد من حجِّه حطام الدُّنيا أو المفاخرة، وحيازة الألقاب، والرِّياء والسُّمعة