كم إلهًا تعبد؟
أما المشركون فيقولون: [ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ] [ص: 5].
عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي ^قال لأبي طالب: «يا عم، إني أريدهم على كلمة واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم بها العجم الجزية». فقالوا: «كلمة واحدة؟ نعم وأبيك عشرًا». فقالوا: وما هي؟ قال النبي ^: «لا إله إلا الله» فقاموا فزعين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: [ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ]([1]).
وأما المؤمنون فيقولون: [ وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ] [الكهف: 14].
النفي ثم الإثبات([2])
إن الإيمان بألوهية الله يتضمن أمرين هامين:
الأول:نفي كل الآلهة التي تُعبد من دون الله والكفر بها،وهذا قول «لا إله».
الثاني-إثبات الألوهية لله وحده سبحانه لا شريك له ولا ندَّ معه، وهذا قول: «… إلا الله».
مثال:الخليل إبراهيم ومن تبعه يتبرؤون من الشرك وأهله فيقولون لقومهم: [ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ][الممتحنة : 4].
إقرأ أيضا:توحيد الأسماء والصفات وأثره في وجدان العبد وسلوكه الإيمانيمثال آخر:قال تعالى:[ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ][البقرة : 256].
إقرأ أيضا:من كمال التوحيد الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلى
——————————————
([1])رواه أحمد والترمذي والنسائي.
([2]) لابن القيم : كلام نفيس في هذا الشأن في كتابه القيم «بدائع الفوائد» (3/56).