تنبيهات تتعلّق بأعراض السحر أثناء الرقية
لا بدّ من الإشارة إلى العديد من التنبيهات والضوابط قبل الحديث عن علامات السحر التي يذكرها الرقاة أثناء الرقية، إذ يعتمد ذكر هذه العلامات على العديد من الأمور والتنبيهات المهمّة، وهي:
- إذا اعتاد الرّاقي ظهور علاماتٍ معيّنة على المُصاب بالسّحر وصاحبها العديد من القرائن بالتجربة فلا بأس بتشخيص المصاب بالسحر، وعلاجه بالرقية بناءً على ذلك، بشرط أن لا يجزم أنّ هذه العلامات دليلٌ على سحرٍ فعلاً، إذ يبقى الأمر في النهاية احتمالي، ولا يُمكن القطع به؛ لوجود احتمالاتٍ أخرى عديدة.
- إن غلب على الظنّ أنّ العلامات الظاهرة على المصاب أثناء الرقية نتجت بسبب مرضٍ روحيٍّ؛ كالإصابة بالسّحر أو العين والحسد أو المسّ ونحوها من الأمراض؛ فيصعب أيضاً عندها تعيين وتحديد سبب هذه الأعراض، أو الإشارة إلى ارتباطها بمرضٍ روحيٍّ معين، لأنّ علامات هذه الأمراض وأعراضها متشابهة جداً ومتداخلة إلى حدٍّ كبير كما يذكر المشتغلون في الرقية.
- ربّما ظهرت العديد من الأعراض على المصاب بالسّحر قبل أو أثناء الرقية، ولكن لا يُمكن في الواقع الجزم والقطع بأن هذه الأعراض تدلّ على السحر يقيناً، فربّما كانت أيضاً بسبب مرضٍ نفسيٍّ أو عضويٍّ يحتاج إلى العلاج والتداوي.
علامات وأعراض السحر أثناء الرقية
بناءً على الضوابط السّابقة نعلم أنّ الأعراض والعلامات التي تظهر على المصاب أثناء الرقية لا يُمكن القطع والجزم بربطها بالسّحر دائماً، فعلى المسلم أن يأخذ بجميع الأسباب الممكنة، ويجمع بين الرقية والعلاج الطبّي إن تطلّب الأمر ذلك، حتى يقطع الشك باليقين، وهذا لا يتنافى مع التوكّل على الله -تعالى- والاستشفاء بالقرآن الكريم، بل هو أمرٌ مطلوبٌ شرعاً.
إقرأ أيضا:رقية المسحورويشترك المسحور والمحسود ونحوهم بالعديد من العلامات والأعراض كما أسلفنا سابقاً، لكنّ تأثير علامات السحر أشدّ من غيرها، ولا يُشترط أن يتماثل المصاب للشفاء من المرة الأولى، بل قد يحتاج إلى العلاج بالرقية عدّة مرات، ومن العلامات المحتملة للسحر التي ذكرها الرّقاة والتي قد تظهر على المُصاب بالسّحر أثناء الرقية الشرعية ما يأتي:
- الضجر الشديد والضيق أثناء القراءة، وعدم الاستجابة للعلاج والقراءة بسرعة.
- البكاء بشدَّةٍ بدون سببٍ واضح.
- آلام شديدة في البطن.
- ربما شعر المصاب بالحرارة في جوفه وفي بدنه عموماً.
- انتفاخٌ ملحوظ في بطن أو وجه المُصاب.
- الشعور بتشنّج أطراف البدن.
- ظهور حركاتٍ غريبة من المَرقي؛ كأن يضحك بصوتٍ عالٍ ويستهزئ بالرّاقي دون إرادة.
كيفية الوقاية والعلاج من السحر
السّحر أمرٌ ثابتٌ عند أهل السنة والجماعة، ويقول النووي -رحمه الله-: “السِّحْرُ حقيقةٌ كَمَا قَدَّمْنَاهُ، وَبِهِ قَطَعَ الْجُمْهُورُ، وَعَلَيْهِ عَامَّةُ الْعُلَمَاءِ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ الصَّحِيحَةُ الْمَشْهُورَةُ”، ومنه سحر التفريق في قول الله -تعالى-: (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ)، وسحر التخييل في قوله -سبحانه-: (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى).
وحتى يقي المسلم نفسه من السحر هناك العديد من الأمور التي يجب الحرص عليها، ومن ذلك:
إقرأ أيضا:رقية الخوف والقلق- قوة التوكّل على الله -تعالى-، والتقرّب إليه، واليقين بأنّ الله -تعالى- هو وحده النافع والضار، ولا يحدث شيئاً إلا بإذنه.
- المحافظة على أداء الصلوات في وقتها وعدم تضييعها أو تأخيرها، لأنّها حصنٌ حصينٌ للمسلم.
- الإكثار من ذكر الله -تعالى-، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
- اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء، وتجريد الخوف له وحده -سبحانه-.
- المحافظة على قراءة القرآن الكريم، وخاصة سورة البقرة، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ)، قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ”.
- قراءة الرقية الشرعية، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه بنفسه وباستمرار، فإن عجز عن ذلك فلا بأس بالاستعانة بمن عُرف بالصلاح والاستقامة من الرّقاة.
- استخراج السحر إن عُرِف مكانه وإبطاله بإتلافه، وقراءة القرآن وذكر الله أثناء ذلك.