الجنة والنار
رتّب الله سبحانه وتعالى لِمن أطاعَ أوامره وسعى لمرضاته يوم القيامة الجنّة والنّعيم المقيم، وجعل كذلك نار جهنّم لمن عصاه وخالف أوامره ولم يسعَ لمرضاته، وقد بيّن الله تعالى لِعباده طريقَ النّار مُحذراً عباده من سلوكها، كما وصف في القرآن الكريم هذا العذاب بآياتٍ تَهتزُ لها النفوس، وترتعش منها الأبدان، وتوجل لها القلوب، كما اشتملت السنّة النبويّة المُطهّرة على أحاديث تبيّن عذابَ أهل النّار يوم القيامة، فما هي سمات هذا العذاب وماهيّته؟
سمات العذاب يوم القيامة
يتّسم عذاب أهل النّار يوم القيامة بالعديد من السّمات منها: أنّه عذابٌ مقيمٌ لا يُغادره العاصين المستحقين له؛ فأهل النّار يَتمنّون من الله تعالى أنْ يخُرجهم من هذا العذاب الأليم بزعم أنّهم سوف يَتوبون عن ما بَدَرَ مِنهم، وسيعملون العمل الصالح، كما يَتّسم العذاب يوم القيامة بالشدة فهو عذابٌ أليمٌ شديد لم يَخطر على قلب بشر، ولم تستشعره نفس أو يتلسّمه جسد من قبل.
عذاب يوم القيامة في النّار هو عذابٌ مُتفاوتٌ – كما بيّن الله تعالى ورسوله- ؛ فالمنافقون على سبيل المثال هم في الدَّرَكِ الأسفلِ من النّار حيث يلقون من العذاب ما لا يلقاه غيرهم من المُعذَّبين، وإنَّ أهون أهلِ النّار عذاباً يومَ القيامة من يُلبِسُه الله تعالى نَعلاً من نار فَيغلي بِسببه دماغه، أو يُوضع في مرجل يغلي مِنه رأسه، وقد شفع النّبي – عليه الصلاة والسلام – لِعمه أبي طالب الذي مات كافراً فجعله الله تعالى في ضحضاحٍ من نار وهو أهون العذاب.
إقرأ أيضا:علامات القيامة الكبرى بالترتيبأشكال العذاب يوم القيامة
أشكال العذاب يوم القيامة صوّرها لنا الله تعالى في كتابه، وهي غايةٌ في الشدة، فلباسُ أهل النّار وسرابيلهم من قِطران، والقطران هو النّحاس المصفر الذي حُمي في النّار، أمّا طعام أهل النّار فهو يتنوع ومن أشكاله: الغسلين، والضّريع، والحميم، والقيح الذي يخرج من الأجساد، وشجرة الزّقوم، وهي شجرة تَخرج في أصل الجحيم ورؤوسها تشبه رؤوس الشياطين، وهي شجرةٌ خبيثة، وطعمها غايةِ في المرارة والقبح.
إنّ من بين الشّراب الذي يشربه أهل النّار المهل، وهو الزّيت المُحمّى الذي يُقطّع أمعاءَ المعذَّبين، ويسوق حراس النّار المعذَّبين في أغلالٍ من الحديد وأصفاد وسلاسل، يَبلغ طولها سبعين ذراعاً، وقد وَصَف الله تعالى في كتابه كيف تَنضج جلود المعذَّبين في النّار، فَيُبدلهم الله تعالى جلوداً غيرها حتّى يستمروا في استشعار العذاب الأليم، والنّار – أعاذنا الله تعالى منها – هي سوداءٌ مظلمة، قد أوقد عليها الله تعالى حتّى أحمرت ثمّ ابيضّت ثمّ أسودّت .
إقرأ أيضا:العلامات الصغرى والكبرى