الأذكار المطلقة

شرح ذكر سبحان الله وبحمده عدد خلقه

التسبيح

جاء الحثّ على التسبيح في مواطن كثيرةٍ من القرآن الكريم والسنّة النبويّة، ومن ذلك قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّـهَ ذِكْرًا كَثِيرًا* وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)، وفي السنّة ما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: “أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكْسِبَ، كُلَّ يَومٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِن جُلَسَائِهِ: كيفَ يَكْسِبُ أَحَدُنَا أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قالَ: يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيحَةٍ، فيُكْتَبُ له أَلْفُ حَسَنَةٍ، أَوْ يُحَطُّ عنْه أَلْفُ خَطِيئَةٍ”، والتسبيح في اللغة من السبح ويأتي بمعنى البعد، وفي الاصطلاح الشرعي، فهو قول سبحان الله، ويعني تنزيه الله -سبحانه وتعالى عن كلّ نقصٍ أو عيبٍ، وإبعاد الأفكار والخواطر من أن تظنّ به -سبحانه وتعالى- نقصًا، ومن صيغ التسبيح المأثورة ذكر: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، وآتيًا شرحٌ لهذه الصيغة وبيان لفضلها وفضل تسبيح الله تعالى إجمالًا.

شرح ذكر سبحان الله وبحمده عدد خلقه

سبحان الله وبحمده عدد خلقه ذكرٌ يتضمّن تسبيح الله تعالى وحمده عدد ما خلق من مخلوقاتٍ وكائنات لا يعلم عددها ولا يقدر على إحصائها سواه سبحانه وتعالى، وبمقدار رضا ذاته الشريفة، وبقدر وزن عرشه الذي لا يعلم وزنه وثقله إلا هو سبحانه وتعالى، ومداد كلماته؛ أي بقدر كلمات الله التي لا تنفد، والمداد هو ما يُكتب به، روت أمّ المؤمنين جويرية بنت الحارث -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه: “خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهي في مَسْجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهي جَالِسَةٌ، فَقالَ: ما زِلْتِ علَى الحَالِ الَّتي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لقَدْ قُلتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لو وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَومِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”.

إقرأ أيضا:ما هو فضل الحوقلة؟

ومعنى الحديث الشريف ومفاده أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه كان عند زوجته جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، وغادرها حين صلّى الصبح وكانت جالسةً في مصلّاها، فلمّا عاد إليها وقت الضحى، وجدها ما زالت على جلستها نفسها تذكر الله تعالى، فأخبرها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه بقوله ثلاث مرّاتٍ: “سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ”، وهي كلماتٌ تزن مثل ما قالت جويرية -رضي الله عنها- طوال جلستها ومكثها في مصلّاها.

فضل التسبيح

إنّ للتسبيح فضائل عظيمةٌ عائدةٌ على من لزم التسبيح وذكر الله تعالى به، ومن فضائله ما يلي:

  • التسبيح سببٌ لتفريج الهموم والكروب، ومن ذلك قول الله تعالى: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ*لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
  • التسبيح سببٌ لانشراح الصدر وزوال الحزن، ومصداق ذلك قول الله تعالى مخاطبًا النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (وَلَقَد نَعلَمُ أَنَّكَ يَضيقُ صَدرُكَ بِما يَقولونَ*فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَكُن مِنَ السّاجِدينَ).
  • قول سبحان الله وبحمده من أحبّ الكلام إلى الله تعالى، ومن أثقله في الميزان؛ لما روي عن النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- أنّه قال: “كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ”.
السابق
ذكر الله بلفظ هو هو
التالي
ذكر لا حول ولا قوة إلا بالله