الفكر الإسلامي
الفكر الإسلاميّ هو ما أنتجه المسلمون من أعمال العقل والفكر منذ بعثة النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- وحتى يومنا الحاضر، كما يتضمن الاجتهادات والتفسيرات في إطار العقيدة، إضافة إلى المعارف والظواهر الكونية المختلفة، ومصدر الفكر الإسلامي هو القرآن الكريم والسنة النبويّة، ويتميز الفكر الإسلامي بالكثير من الخصائص التي تميزه عن غير من الأفكار والعقائد الدينية، والتي سنتعرف عليها في هذا المقال.
خصائص الفكر الإسلاميّ
- رباني، أي أنه من عند الله تعالى، حيثُ أساس هذا الفكر الربانيّ هو الهداية البشرية سواءً فكرياً، أو اعتقادياً، أو سلوكياً، ويكون فيه الإنسان ملتزماً بما أنزله الله تعالى من تعاليم قرآنية، فالتصور والفكر الإسلاميّ هو الفكر الوحيد الذي أصله ربانيّ، وقد استدل السيد قطب على ربانية هذا الفكر من قوله تعالى :”قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم: سورة الأنعام 161.
- ثابت، وبما أن مصدره القرآن الكريم فهو يتميز بالثبات الذي لا يتغير تبعاً للأهواء البشريّة، فبالرغم من التطور والتقدم الذي يطرأ على الظواهر الحياتية من النواحي المختلفة فإنه يبقى ثابت لا يتبدل، كما أنه لا يقبل الجدال وخاصة في أركان الإيمان والحقائق العقائديّة الثابتة مهما حدث من تطور، فهذه الخاصية تكفل تعاليم الفكر الإسلامي من الانحراف والتغيير.
- شامل، بمعنى أنه يشمل جميع متطلبات الحياة من اقتصاد وفكر واجتماع، فالإسلام منهج شامل ومتكامل للحياة بدون تعارض بين الدين والحياة، وذلك استناداً لقوله تعالى :”وكل شيء أحصيناه في إمام مبين” سورة ياسين 12.
- متوازن، فهو لا يجنح لأي طرف من الأطراف، ويكون في مجالات العبادات كعدم تكليف النفس فوق طاقتها، وحتى في المعاملات كالوسطية في الإسراف وعدم التبذير أو البخل، ويقول الدكتور الترابي: إن التوازن يكون بين الشكل والجوهر، حتى لا تحدث فوضى بين ضوابط النظام التي تحكم الفكر.
- واقعي، فهو فكر متصل ومتفاعل مع الواقع، يُراعي جميع ظروف الحياة التي يمر بها الإنسان، وحتى وإن تطرق إلى الظواهر الطبيعية الفلسفية فإنه يُناقشها بما يُلائم الواقع وليس بعيداً عن الواقعية.