حديث الرسول عن الحجاب
ثبت في السنة النبويّة العديد من الأحاديث الشريفة التي تتحدّث عن الحجاب وتبيّن وجوبه، وتصفّ بعض الرّوايات ما كان من النساء الأوائل من أمر الحجاب والعناية به وتعظيم شأنه، وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحد المواقف إلى ضوابط لباس المرأة المسلمة؛ الذي يتناسب مع الحجاب الشرعيّ، عندما قال لأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها-: (يا أسماءُ إنَّ المَرأةَ إذا بلغتِ المَحيضَ لم يَصلُحْ أن يُرى منها إلَّا هذا وَهَذا، وأشارَ إلى وجهِهِ وَكَفَّيهِ).
وذلك لمّا دخلت أسماء -رضي الله عنها- بثياب رقاق على النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما جاء في رواية أخرى، مما جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يُوجّهها، ويوجّه نساء أمته من بعدها إلى مواصفات الحجاب الشرعيّ. ونستعرض فيما يأتي أبرز الأحاديث التي وردت في شأن الحجاب:
أحاديث عن نزول آية الحجاب
- ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (لَمَّا نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: “وَلْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ علَى جُيُوبِهِنَّ”، أخَذْنَ -نساء المهاجرات الأول- أُزْرَهُنَّ فَشَقَّقْنَهَا مِن قِبَلِ الحَوَاشِي، فَاخْتَمَرْنَ بهَا).
- ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (إنَّ أزْوَاجَ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كُنَّ يَخْرُجْنَ باللَّيْلِ إذَا تَبَرَّزْنَ إلى المَنَاصِعِ -وهو صَعِيدٌ أفْيَحُ-؛ فَكانَ عُمَرُ يقولُ للنبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: احْجُبْ نِسَاءَكَ، فَلَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُ، فَخَرَجَتْ سَوْدَةُ بنْتُ زَمْعَةَ، زَوْجُ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي عِشَاءً، وكَانَتِ امْرَأَةً طَوِيلَةً، فَنَادَاهَا عُمَرُ: ألَا قدْ عَرَفْنَاكِ يا سَوْدَةُ، حِرْصًا علَى أنْ يَنْزِلَ الحِجَابُ، فأنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ الحِجَابِ).
- ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَا أعْلَمُ النَّاسِ بالحِجَابِ، كانَ أُبَيُّ بنُ كَعْبٍ يَسْأَلُنِي عنْه أصْبَحَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَرُوسًا بزَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، وكانَ تَزَوَّجَهَا بالمَدِينَةِ، فَدَعَا النَّاسَ لِلطَّعَامِ بَعْدَ ارْتِفَاعِ النَّهَارِ، فَجَلَسَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وجَلَسَ معهُ رِجَالٌ بَعْدَ ما قَامَ القَوْمُ، حتَّى قَامَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَمَشَى ومَشيتُ معهُ، حتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، ثُمَّ ظَنَّ أنَّهُمْ خَرَجُوا فَرَجَعْتُ معهُ، فَإِذَا هُمْ جُلُوسٌ مَكَانَهُمْ، فَرَجَعَ ورَجَعْتُ معهُ الثَّانِيَةَ، حتَّى بَلَغَ بَابَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَرَجَعَ ورَجَعْتُ معهُ فَإِذَا هُمْ قدْ قَامُوا، فَضَرَبَ بَيْنِي وبيْنَهُ سِتْرًا، وأُنْزِلَ الحِجَابُ).
أحاديث عن حجاب الصحابيات
- ثبت في صحيح البخاري، عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّها قالت: (لقَدْ كانَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يُصَلِّي الفَجْرَ، فَيَشْهَدُ معهُ نِسَاءٌ مِنَ المُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ في مُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَرْجِعْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ ما يَعْرِفُهُنَّ أحَدٌ).
- قالت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (كان الرُّكْبانُ يَمُرُّونَ بِنا ونحنُ معَ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مُحْرِماتٌ، فإذا حاذَوا بنا أسْدَلَتْ إحدانا جِلْبابَها مِنْ رأسِها علَى وجهِها، فإذا جاوَزونا كشَفْنَاهُ).
- صحّ عن أسماء بن أبي بكر -رضي الله عنهما- أنّها قالت: (كنَّا نغطِّي وجوهَنا مِنَ الرِّجالِ…).
- صحّ عن المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- أنّه قال: (أتَيتُ النَّبِيَّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- فذَكرتُ لَهُ امرأةً أخطبُها، فقالَ: اذْهب فانظر إليْها، فإنَّهُ أجدرُ أن يؤدمَ بينَكُما، فأتيتُ امرأةً منَ الأنصارِ، فخطبتُها إلى أبويْها، وأخبرتُهما بقولِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- فَكأنَّهما كرِها ذلِكَ، قالَ: فسمعت ذلِكَ المرأةُ وَهيَ في خدرِها، فقالت: إن كانَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- أمرَكَ أن تنظرَ فانظُر وإلَّا فأنشدُكَ -كأنَّها أعظَمت ذلِكَ-؛ قالَ: فنظرتُ إليْها، فتَزوَّجتُها فذَكرَ من موافقتِها)