المنهيات الشرعية

اتباع الهوى

الهوى لغة

مصدر قولهم: هوى يهوي، وتدل المادة التي اشتق منها على «الخلو والسقوط.. ومن ذلك: الهواء بين السماء والأرض سمي بذلك لخلوه، وكل خال هواء، قال تعالى: وأفئدتهم هواء (إبراهيم/ 43) أي خالية لاتعي شيئا، ويقال: هوى الشيء يهوي أي سقط، والهاوية جهنم؛ لأن الكافر يسقط فيها، والهوة:

الوهدة العميقة، يقول ابن فارس: وهوى النفس مأخوذ من المعنيين جميعا (أي من الخلو والسقوط) لأنه خال من كل شيء، ويهوي بصاحبه فيما لا ينبغي «1» ، وذهب الراغب إلى أنه مأخوذ من معنى السقوط فقط فقال: «وقيل سمي بذلك لأنه يهوي بصاحبه في الدنيا إلى كل داهية وفى الآخرة إلى الهاوية «2» ، والهوى، مقصور: هوى النفس، وجمعه أهواء، وإذا أضفته إليك قلت: هواي وبعض العرب يقول: هوي، وقولهم: هذا الشيء أهوى إلى من كذا أي أحب إلي، وهوي بالكسر يهوي هوى، أي أحب، وهوى بالفتح يهوى هويا، أي سقط إلى أسفل، وهوى وانهوى بمعنى وتهاوى القوم في المهواة، إذا سقط بعضهم في إثر بعض، واستهواه الشيطان أي استهامه، قال تعالى كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران.. (الأنعام/ 71) أي استغوته وزينت له هواه ودعته إليه «3» وقال ابن منظور: وهوى النفس: إرادتها، وقيل محبة الإنسان الشيء وغلبته على قلبه، قال تعالى: ونهى النفس عن الهوى (النازعات/ 40) معناه: نهاها عن شهواتها وما تدعو إليه من معاصي الله- عز وجل-، وقيل الهوى: هوى الضمير، ومتى تكلم بالهوى مطلقا لم يكن إلا مذموما، حتى ينعت بما يخرج معناه عن الذم كقولهم:

إقرأ أيضا:الجبن

هوى حسن، وهوى موافق للصواب «4» ، وأما قول الله تعالى: ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله (ص/ 26) فمعناه: ولا تؤثر هواك في قضائك علىالحق والعدل فتجور عن الحق؛ فيضلك ذلك عن سبيل الله، وقيل: لا تقتد بهواك المخالف لأمر الله فيضلك عن سبيل الله أي عن طريق الجنة «1» .

الهوى اصطلاحا:

قال الكفوي: الهوى: ميل النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع «2» .

وقال المناوي: وقيل: الهوى: نزوع النفس لسفل شهواتها لباعث انبساطها ويكون ذلك في مقابلة معتلى الروح «3» .

وقال الراغب: هو ميل النفس إلى الشهوة «4» .

وقال ابن الجوزي- رحمه الله تعالى-: ميل الطبع إلى ما يلائمه «5» .

أهل الأهواء:

هم أهل القبلة الذين لا يكون معتقدهم معتقد أهل السنة، وهم الجبرية والقدرية والروافض والمعطلة والمشبهة وكل منهم اثنتا عشرة فرقة «6» .

اتباع الهوى اصطلاحا:

هو إيثار ميل النفس إلى الشهوة والانقياد لها فيما تدعو إليه من معاصي الله- عز وجل- «7» .

اتباع الهوى وأثره على الفرد والمجتمع:

إن انقياد الإنسان واتباعه للشهوة يجعله في مصاف الحيوانات، ويجلب له الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

إقرأ أيضا:الحقد

يقول الجاحظ: إذا تمكنت الشهوة من الإنسان وملكته وانقاد لها كان بالبهائم أشبه منه بالناس، لأن أغراضه ومطلوباته وهمته تصير أبدا مصروفة إلى الشهوات واللذات فقط، وهذه هي عادة البهائم، ومن يكون بهذه الصفة يقل حياؤه، ويكثر خرقه، ويستوحش من أهل الفضل، ويبغض أهل العلم، ويود أصحاب الفجور، ويستحب الفواحش، ويسر بمعاشرة السخفاء، ويغلب عليه الهزل وكثرة اللهو، وقد يصير من هذه الحالة إلى الفجور، وارتكاب الفواحش، والتعرض للمحظورات، وربما دعته محبة اللذات إلى اكتساب الأموال من أقبح وجوهها، وربما حملته على الغضب والتلصص والخيانة وأخذ ما ليس له بحق؛ فإن اللذات لا تتم إلا بالأموال والأعراض، فمحب اللذة إذا تعذرت عليه الأموال من وجوهها، جسرته شهوته إلى اكتسابها من غير وجوهها، ومن تنتهي به شهواته إلى هذا الحد، فهو أسوأ الناس حالا، ويصبح من الأشرار الذين يخاف خبثهم، ويصير واجبا على متولي السياسات تقويمهم وتأديبهم، وإبعادهم ونفيهم، حتى لا يختلطوا بالناس فإنالحق والعدل فتجور عن الحق؛ فيضلك ذلك عن سبيل الله، وقيل: لا تقتد بهواك المخالف لأمر الله فيضلك عن سبيل الله أي عن طريق الجنة «1» .

الهوى اصطلاحا:

قال الكفوي: الهوى: ميل النفس إلى ما تستلذه من الشهوات من غير داعية الشرع «2» .

وقال المناوي: وقيل: الهوى: نزوع النفس لسفل شهواتها لباعث انبساطها ويكون ذلك في مقابلة معتلى الروح «3» .

إقرأ أيضا:الفساد

وقال الراغب: هو ميل النفس إلى الشهوة «4» .

وقال ابن الجوزي- رحمه الله تعالى-: ميل الطبع إلى ما يلائمه «5» .

أهل الأهواء:

هم أهل القبلة الذين لا يكون معتقدهم معتقد أهل السنة، وهم الجبرية والقدرية والروافض والمعطلة والمشبهة وكل منهم اثنتا عشرة فرقة «6» .

اتباع الهوى اصطلاحا:

هو إيثار ميل النفس إلى الشهوة والانقياد لها فيما تدعو إليه من معاصي الله- عز وجل- «7» .

اتباع الهوى وأثره على الفرد والمجتمع:

إن انقياد الإنسان واتباعه للشهوة يجعله في مصاف الحيوانات، ويجلب له الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة.

يقول الجاحظ: إذا تمكنت الشهوة من الإنسان وملكته وانقاد لها كان بالبهائم أشبه منه بالناس، لأن أغراضه ومطلوباته وهمته تصير أبدا مصروفة إلى الشهوات واللذات فقط، وهذه هي عادة البهائم، ومن يكون بهذه الصفة يقل حياؤه، ويكثر خرقه، ويستوحش من أهل الفضل، ويبغض أهل العلم، ويود أصحاب الفجور، ويستحب الفواحش، ويسر بمعاشرة السخفاء، ويغلب عليه الهزل وكثرة اللهو، وقد يصير من هذه الحالة إلى الفجور، وارتكاب الفواحش، والتعرض للمحظورات، وربما دعته محبة اللذات إلى اكتساب الأموال من أقبح وجوهها، وربما حملته على الغضب والتلصص والخيانة وأخذ ما ليس له بحق؛ فإن اللذات لا تتم إلا بالأموال والأعراض، فمحب اللذة إذا تعذرت عليه الأموال من وجوهها، جسرته شهوته إلى اكتسابها من غير وجوهها، ومن تنتهي به شهواته إلى هذا الحد، فهو أسوأ الناس حالا، ويصبح من الأشرار الذين يخاف خبثهم، ويصير واجبا على متولي السياسات تقويمهم وتأديبهم، وإبعادهم ونفيهم، حتى لا يختلطوا بالناس فإناختلاط من هذه صفته بالناس مضرة لهم، وبخاصة الأحداث منهم، لأن الحدث (صغير السن) سريع الانطباع، ونفسه مجبولة على الميل إلى الشهوات، فإذا شاهد غيره مرتكبا لها، مستحسنا للانهماك فيها، مال هو أيضا إلى الاقتداء به «1» .

الفرق بين الهوى والشهوة:

يقول الإمام الماوردي: فرق ما بين الهوى والشهوة، أن الهوى مختص بالآراء والاعتقادات، والشهوة مختصة بنيل المستلذات فصارت الشهوة من نتائج الهوى، والهوى أصل وهو أعم «2» .

وقال الراغب في الفرق بين الهوى والشهوة، أن الشهوة ضربان: محمودة ومذمومة، فالمحمودة من فعل الله تعالى، والمذمومة من فعل البشر، وهي استجابة النفس لما فيه لذاتها البدنية، والهوى هو هذه الشهوة الغالبة إذا استتبعتها الفكرة، وذلك أن الفكرة بين العقل والشهوة، فالعقل فوقها، والشهوة تحتها، فمتى ارتفعت الفكرة ولدت المحاسن، وإذا سفلت ولدت القبائح «3» .

الفرق بين ما يسومه العقل وما يسومه الهوى:

يوضح الراغب ذلك فيما يلي:

1- من شأن العقل أن يرى ويختار أبدا الأصلح في العواقب وإن كان في المبدإ على النفس مشقة، والهوى على الضد من ذلك، فإنه يؤثر ما يدفع به المؤذي في الوقت (العاجل) وإن كان يعقبه مضرة في الآجل، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات» .

2- الهوى يري الإنسان ماله دون ما عليه، ويعمي عليه ما يعقبه من المكروه، أما العقل فإنه يري الإنسان ما له وما عليه، وما يريه العقل يتقوى إذا فزع فيه المرء إلى الله- عز وجل- بالإستخارة.

3- العقل يري ما يري بحجة وعذر، والهوى يري ما يري بشهوة وميل «4» .

الهوى يعمي ويصم:

قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى-: صاحب الهوى يعميه الهوى ويصمه، فلا يستحضر ما لله ورسوله في الأمر ولا يطلبه أصلا، ولا يرضى لرضا الله ورسوله، ولا يغضب لغضب الله ورسوله، بل يرضى إذا حصل ما يرضاه بهواه، ويغضب إذا حصل ما يغضب له بهواه، فليس قصده أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العلياء، بل قصده الحمية لنفسه وطائفته أو الرياء، ليعظم هو ويثنى عليه، أو لغرض من الدنيا فلم يكن لله غضبه، ولم يكن مجاهدا في سبيل الله، بل إن أصحاب الهوى يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهدا معذورا لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم، وإن كان جاهلا سيء القصد، ليس له علم ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لميذمه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله «1» .

اتباع الهوى ضلال وعلامة من علامات أهل البدع:

قال الشاطبي- رحمه الله تعالى-: وهو يذكر علامات أهل البدع، منها: الفرقة التي نبه عليها قوله تعالى:

إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء (الأنعام/ 159) وقوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا (آل عمران/ 105) فعزا رحمه الله- إلى بعض المفسرين: أنهم صاروا فرقا لاتباع أهوائهم، وبمفارقة الدين تشتتت أهواؤهم فافترقوا ثم برأ الله نبيه منهم بقوله: لست منهم في شيء.

ثم ذكر أن الصحابة اختلفوا ولم يتفرقوا إلى أن قال- رحمه الله تعالى-: فكل مسألة حدثت في الإسلام فاختلف الناس فيها ولم يورث ذلك الاختلاف بينهم عداوة ولا بغضاء ولا فرقة علمنا أنها من مسائل الإسلام.

وكل مسألة طرأت فأوجبت العداوة والتنافر والتنابز والقطيعة علمنا أنها ليست من أمر الدين في شيء قال: فيجب على كل ذي دين وعقل أن يجتنبها، فإذا اختلفوا وتقاطعوا كان ذلك لحدث أحدثوه من اتباع الهوى. وذكر منها أيضا: اتباع الهوى: وهي التي نبه عليها قوله تعالى فأما الذين في قلوبهم زيغ (آل عمران/ 7) وهو الميل عن الحق اتباعا للهوى، وقوله تعالى ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله (القصص/ 50) وقوله أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم (الجاثية/ 23) «2» .

علاج الهوى:

يعالج بالعزم القوي في هجران ما يؤذي، والتدرج فيما لا يؤمن أذاه، وهذا يفتقر إلى صبر ومجاهدة، ويهون ذلك على المبتلى أمور سبعة هي:

1- التفكر في أن الإنسان لم يخلق للهوى، وإنما هيىء للنظر في العواقب والعمل للآجل، فلو كان نيل المشتهى فضيلة لما بخس الإنسان- وهو سرف في حظه- منه وزاد عن حظ البهائم، وفي توفير حظ الآدمي من العقل وبخس حظه من الهوى دليل على فضل هذا وذاك.

2- التفكر في عواقب الهوى، فكم فوت من فضيلة، وكم قد أوقع في رذيلة، وكم من زلة أوجبت انكسار جاه وقبح ذكر مع إثم. غير أن صاحب الهوى لا يرى إلا الهوى.

3- تصور العاقل لانقضاء غرضه من هواه، ثم يتصور مدى الأذى الذي يحصل له عقب اللذة، فإنه حينئذ سيرى أن ما حصل له من الأذى يربو على الهوى أضعافا مضاعفة.

4- تصور عاقبة ذلك في حق غيره؛ فعندئذسيرى ما يعلم به عيب نفسه إن هو وقف في ذلك المقام وارتكس في هذه الآثام.

5- التفكر في حقيقة ما يناله باتباعه هواه من اللذات والشهوات، فإن العقل سيخبره أنه ليس بشيء، وإنما عين الهوى عمياء.

6- التدبر لما يحصل له من عز الغلبة إن ملك نفسه، وذل القهر إن غلبته، فما من أحد غلب هواه إلا أحس بقوة العز، وما من أحد غلبه هواه إلا وخز في نفسه ذل القهر.

7- التفكر في فائدة مخالفة الهوى من اكتساب الذكر الجميل في الدنيا، وسلامة النفس والعرض والأجر في الآخرة، ثم يعكس فيتفكر لو وافق هواه في حصول عكس ذلك على الأبد، من كان يكون يوسف لو نال تلك اللذة؟ فلما تركها وصبر عنها بمجاهدة ساعة، صار من قد عرفت «1» .

[للاستزادة: انظر صفات: الابتداع- الضلال الغرور- الفجور- الفسوق- الردة- الكفر- الأمن من المكر- الإصرار على الذنب- الحكم بغير ما أنزل الله.

وفي ضد ذلك: انظر صفات: الاتباع- المحبة- الحكم بما أنزل الله- الهدى- الثبات- الاعتصام- الطاعة] .

الآيات الواردة في «اتباع الهوى»

آيات ورد فيها الهوى في سياق التحذير أو التوبيخ:

1- ولقد آتينا موسى الكتاب وقفينا من بعده بالرسل وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون (87) «1»

2- لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون (70) وحسبوا ألا تكون فتنة فعموا وصموا ثم تاب الله عليهم ثم عموا وصموا كثير منهم والله بصير بما يعملون (71) «2»

3- فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين (118) وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين (119) وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون (120) ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون (121) «3»

4- واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين (175) ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون (176) ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا وأنفسهم كانوا يظلمون (177) «4»

5- ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا (40) وإذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي بعث الله رسولا (41)إن كاد ليضلنا عن آلهتنا لولا أن صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا (42) أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (43) أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا (44) «1»

6- قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه إن كنتم صادقين (49) فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين (50) «2»

7- ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون (28) بل اتبع الذين ظلموا أهواءهم بغير علم فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين (29) «3»

8- أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21) وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون (22) أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون (23) «4»

9- أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواءهم (14) مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم (15) ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم (16) والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم (17)

10- أفرأيتم اللات والعزى (19) ومناة الثالثة الأخرى (20) ألكم الذكر وله الأنثى (21) «5»

تلك إذا قسمة ضيزى (22) إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (23) «1»

11- اقتربت الساعة وانشق القمر (1) وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر (2) وكذبوا واتبعوا أهواءهم وكل أمر مستقر (3) ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر (4) حكمة بالغة فما تغن النذر (5) «2»

آيات ورد فيها اتباع الهوى في سياق التحذير أو التوجيه

12- ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير (120) «3»

13- ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين (145) «4»

14- يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا وإن تلووا أو تعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا (135) «5»

15- وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون (48) وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم وإن كثيرا من الناس لفاسقون (49) أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (50) «6»

16- قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل (77)لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون (78) كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون (79) ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون (80) ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكن كثيرا منهم فاسقون (81) «1»

17- قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون (150) «2»

18- مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الأنهار أكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار (35) والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك ومن الأحزاب من ينكر بعضه قل إنما أمرت أن أعبد الله ولا أشرك به إليه أدعوا وإليه مآب (36) وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق (37) «3»

19- واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا (28) «4»

20- إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (15) فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى (16) «5»

21- يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (26) وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار (27) أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار (28) «6»

22- شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب (13) وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب (14) فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير (15) والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد (16) «1»

23- ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين (16) وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (17) ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون (18) إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين (19) هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون (20) «2»

24- والنجم إذا هوى (1) ما ضل صاحبكم وما غوى (2) وما ينطق عن الهوى (3) إن هو إلا وحي يوحى (4) علمه شديد القوى (5) ذو مرة فاستوى (6) وهو بالأفق الأعلى (7) ثم دنا فتدلى (8) فكان قاب قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كذب الفؤاد ما رأى (11) أفتمارونه على ما يرى (12) ولقد رآه نزلة أخرى (13) عند سدرة المنتهى (14) عندها جنة المأوى (15) إذ يغشى السدرة ما يغشى (16) ما زاغ البصر وما طغى (17) لقد رأى من آيات ربه الكبرى (18) «3»

الأحاديث الواردة في ذم (اتباع الهوى)

1-* (قال قطبة بن مالك- رضي الله عنه-:

كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء» ) * «1» .

2-* (عن أبي برزة الأسلمي- رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أخشى عليكم شهوات الغي في بطونكم وفروجكم ومضلات الهوى» ) * «2» .

3-* (عن أبي أمية الشعباني، قال: أتيت أبا ثعلبة الخشني- رضي الله عنه- فقلت له: كيف تصنع في هذه الآية؟ قال: أية آية؟ قلت قوله يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم (المائدة/ 105) .

قال: أما والله لقد سألت عنها خبيرا، سألت عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر.

حتى إذا رأيت شحا مطاعا.

وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع العوام فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم- قال عبد الله بن المبارك وزادني غير عتبة، قيل: يا رسول الله، أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: «بل أجر خمسين منكم» ) * «3» .

4-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- أنه قال:

كنا عند عمر فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن؟ فقال قوم: نحن سمعناه، فقال:

لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل «4» . قال: تلك تكفرها الصلاة والصيام والصدقة.

ولكن أيكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التى تموج موج البحر؟ قال حذيفة: فأسكت القوم «5» . فقلت: أنا. قال: أنت؟ لله أبوك «6» ! قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

«تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا «7» .

فأي قلب أشربها «8» نكت فيه نكتة «9» سوداء.

وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين، على أبيض مثل الصفا. فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مرباد «10» كالكوزمجخيا «1» لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه» .

قال حذيفة: وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر. قال عمر: أكسرا لا أبالك! فلو أنه فتح لعله كان يعاد.

قلت: لا. بل يكسر، وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت. حديثا ليس بالأغاليط) * «2» .

5-* (عن أنس- رضي الله عنه- أنه قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث كفارات. وثلاث درجات. وثلاث منجيات. وثلاث مهلكات: أما الكفارات:

فإسباغ الوضوء في السبرات «3» ، وانتظار الصلوات بعد الصلوات، ونقل الأقدام إلى الجمعات، وأما الدرجات: فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام، وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضى، والقصد في الفقر والغنى، وخشية الله في السر والعلانية، وأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه» ) * «4» .

6-* (عن خباب بن الأرت- رضي الله عنه- أنه قال في معنى قوله تعالى ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي … إلى قوله: فتكون من الظالمين (الأنعام/ 52) قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين فلما رأوهم حول النبي صلى الله عليه وسلم حقروهم فأتوه، فخلوا به، وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا؛ فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه الأعبد فإذا نحن جئناك فأقمهم عنك.

فإذا نحن فرغنا، فاقعد معهم إن شئت. قال «نعم» قالوا:

فاكتب لنا عليك كتابا. قال، فدعا بصحيفة، ودعا عليا ليكتب ونحن قعود في ناحية فنزل جبرائيل عليه السلام فقال: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين.

ثم ذكر الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن فقال وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين (الأنعام/ 53) ثم قال: وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة (الأنعام/ 54) .

قال: فدنونا منه حتى وضعنا ركبنا على ركبته.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس معنا فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا.

فأنزل الله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم (الكهف/ 28) (ولا تجالس الأشراف) تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا (يعنيعيينة والأقرع) واتبع هواه وكان أمره فرطا (الكهف/ 38) (قال: هلاكا) قال: أمر عيينة والأقرع. ثم ضرب لهم مثل الرجلين ومثل الحياة الدنيا.

قال خباب: فكنا نقعد مع النبي صلى الله عليه وسلم. فإذا بلغنا الساعة التي يقوم فيها، قمنا وتركناه حتى يقوم» ) * «1» .

7-* (عن معاوية بن أبي سفيان- رضي الله عنهما- أنه قال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال:

«ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة، زاد ابن يحيى وعمر في حديثهما:

وإنه سيخرج من أمتي أقوام تجارى «2» بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله» ) * «3» .

8-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة، فالعين زناها النظر، واليد زناها اللمس، والنفس تهوى وتحدث «4» ، ويصدق ذلك ويكذبه الفرج» ) * «5» .

الأحاديث الواردة في ذم (اتباع الهوى) معنى

انظر: صفة ((الابتداع))

من الآثار وأقوال العلماء والمفسرين الواردة في ذم (اتباع الهوى)

1-* (قال علي- رضي الله عنه-: «إن أخوف ما أتخوف عليكم اثنتان: طول الأمل واتباع الهوى. فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.

ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة والآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل» ) * «1» .

2-* (قال ابن عباس- رضي الله عنهما-:

«ما ذكر الله- عز وجل- الهوى في موضع من كتاب إلا ذمه» ) * «2» .

3-* (قال عبد الله الديلمي- رضي الله عنه-:

«بلغني أن أول ذهاب الدين ترك السنة، يذهب الدين سنة سنة كما يذهب الحبل قوة قوة» ) * «3» .

4-* (قال الحسن البصري- رحمه الله تعالى-:

«الهوى شر داء خالط قلبا» ) * «4» .

5-* (وقال- رحمه الله تعالى-: لا تجالسوا أصحاب الأهواء، ولا تجادلوهم، ولا تسمعوا منهم» ) * «5» .

6-* (وقال- رحمه الله تعالى-: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياتي ثمنا قليلا، ثم قرأ يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب (ص/ 26) «6» .

7-* (وقال أيضا: أفضل الجهاد جهاد الهوى» ) * «7» .

8-* (وقال الحسن البصري- رحمه الله تعالى- وقد سئل: هل في أهل القبلة شرك؟ فقال: نعم، المنافق مشرك.

إن المشرك يسجد للشمس والقمر من دون الله، وإن المنافق عبد هواه، ثم تلا قول الله تعالى أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (الفرقان/ 43) .

وقال أيضا- رحمه الله- تعالى- في معنى الآية: «إن هذا لا يهوى شيئا إلا تبعه» ) * «8» .

9-* (قال عبد الرحمن بن مهدي (وغيره) رحمهم الله تعالى-: «أهل العلم يكتبون ما لهم وما عليهم، وأهل الأهواء لا يكتبون إلا ما لهم» ) * «9» .

10-* (قال قتادة- رحمه الله تعالى-: «إن الرجل إذا كان كلما هوي شيئا ركبه، وكلما اشتهى شيئاأتاه، لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى، فقد اتخذ إلهه هواه» ) * «1» .

11-* (قال إبراهيم النخعي- رحمه الله تعالى-: «لا تجالسوا أهل الأهواء، فإن مجالستهم تذهب بنور الإيمان من القلوب، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغضة في قلوب المؤمنين» ) * «2» .

12-* (قال ابن سيرين- رحمه الله تعالى- لرجلين من أصحاب الأهواء وقد دخلا عليه فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث؟ قال: لا. قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله؟ قال: لا، لتقومان عني أو لأقومن. فخرجا، فقال بعض القوم؟: يا أبا بكر، ما كان عليك أن يقرأ عليك آية من كتاب الله تعالى؟ قال: إني خشيت أن يقرآ علي آية فيحرفاها فيقر ذلك في قلبي» ) * «3» .

13-* (قال مجاهد- رحمه الله تعالى-: «ما يدرى أي النعمتين علي أعظم: أن هداني للإسلام، أو عافاني من هذه الأهواء» ) * «4» .

14-* (قال أبو قلابة- رحمه الله تعالى-: «لا تجالسوا أصحاب الأهواء ولا تجادلوهم، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون» ) * «5» .

15-* (وقال- رحمه الله تعالى-: «إن أهل الأهواء أهل الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا النار، فجربهم فليس أحد منهم ينتحل قولا- أو قال حديثا- فيتناهى به الأمر دون السيف، وإن النفاق كان ضروبا، ثم تلا ومنهم من عاهد الله (التوبة/ 75) ومنهم من يلمزك في الصدقات (التوبة/ 58) ومنهم الذين يؤذون النبي (التوبة/ 61) فاختلف قولهم، واجتمعوا في الشك والتكذيب، وإن هؤلاء اختلف قولهم واجتمعوا في السيف، ولا أرى مصيرهم إلا النار» ) * «6» .

16-* (قال أبو العالية الرياحي: «تعلموا الإسلام، فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام، ولا تحرفوا يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم وما كان عليه أصحابه … وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي العداوة والبغضاء.

فحدث الحسن بذلك فقال- رحمه الله-: «صدق ونصح» ) * «7» .

17-* (قال الشعبي- رحمه الله تعالى-:

«إنما سمي الهوى لأنه يهوي بصاحبه» ) * «8» .

18-* (قال هشام بن عبد الملك- رحمه الله تعالى-:

إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى … إلى كل ما فيه عليك مقال قال ابن المعتز- رحمه الله تعالى-: لم يقل هشام ابن عبد الملك سوى هذا البيت» ) * «1» .

19-* (عن عمر بن عبد العزيز- رحمه الله تعالى-: أنه كان يكتب في كتبه: إني أحذركم ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيدة» ) * «2» .

20-* (عن أبي الصلت، قال: كتب رجل إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: أما بعد؛ أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد «3» في أمره، واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكفوا مؤنته «4» ، فعليك بلزوم السنة فإنها لك- بإذن الله- عصمة، ثم اعلم أنه لم يبتدع الناس بدعة، إلا قد مضى قبلها ما هو دليل عليها، أو عبرة فيها؛ فإن السنة إنما سنها من قد علم ما في خلافها من الخطأ، والزلل، والحمق، والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم، فإنهم على علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى، وبفضل ما كانوا فيه أولى، فإن كان الهدى ما أنتم عليه لقد سبقتموهم إليه. ولئن قلتم:

إنما حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم، ورغب بنفسه عنهم؛ فإنهم هم السابقون، فقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم من مقصر، وما فوقهم من محسر، وقد قصر قوم دونهم فجفوا، وطمح عنهم أقوام فغلوا، وإنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم.

كتبت تسأل عن الإقرار بالقدر فعلى الخبير- بإذن الله- وقعت، ما أعلم ما أحدث الناس من محدثة، ولا ابتدعوا من بدعة، هي أبين أثرا، ولا أثبت أمرا، من الإقرار بالقدر، لقد كان ذكره في الجاهلية الجهلاء، يتكلمون به في كلامهم، وفي شعرهم، يعزون به أنفسهم على ما فاتهم، ثم لم يزده الإسلام بعد إلا شدة، ولقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير حديث ولا حديثين، وقد سمعه منه المسلمون، فتكلموا به في حياته وبعد وفاته، يقينا وتسليما لربهم، وتضعيفا لأنفسهم، أن يكون شيء لم يحط به علمه، ولم يحصه كتابه، ولم يمض فيه قدره، وإنه مع ذلك لفي محكم كتابه: منه اقتبسوه، ومنه تعلموه.

ولئن قلتم: لم أنزل الله آية كذا؟ ولم قال: كذا؟.

لقد قرأوا منه ما قرأتم، وعلموا من تأويله ما جهلتم، وقالوا بعد ذلك: كله بكتاب وقدر، وكتبت الشقاوة، وما يقدر يكن، وما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا، ثم رغبوا بعد ذلك ورهبوا» ) * «5» .

21-* (قال الأوزاعي- رحمه الله تعالى-:

«قال إبليس لأوليائه: من أي شيء تأتون بني آدم؟ فقالوا: من كل شيء. قال: فهل تأتونهم من قبل الاستغفار؟ فقالوا: هيهات، ذاك شيء قرن التوحيد، قال: لأبثن فيهم شيئا لا يستغفرون الله منه؛ قال:

فبث فيهم الأهواء» ) * «1» .

22-* (قال يونس بن عبيد- رحمه الله-:

«أوصيكم بثلاث: لا تمكنن سمعك من صاحب هوى، ولا تخل بامرأة ليست لك بمحرم ولو أن تقرأ عليها القرآن، ولا تدخلن على أمير ولو أن تعظه) * «2» .

23-* (قال أبو عمران الجوني- رحمه الله تعالى:

«ليت شعري أي شيء علم ربنا من أهل الأهواء حين أوجب لهم النار» ) * «3» .

24-* (قال الشافعي- رحمه الله تعالى-:

«لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء» ) * «4» .

25-* (قال مالك- رحمه الله تعالى-: «لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه، وإن كان أروى الناس.

وصاحب بدعة يدعو إلى هواه. ومن يكذب في حديث الناس وإن كنت لا أتهمه في الحديث. وصالح عابد فاضل إذا كان لا يحفظ ما يحدث به» ) * «5» .

26-* (وقال- رحمه الله تعالى-: بئس القوم هؤلاء، أهل الأهواء، لا نسلم عليهم) * «6» .

27-* (وكان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بينة من ديني، وأما أنت فشاك، اذهب إلى شاك مثلك فخاصمه» ) * «7» .

28-* (قال أبو عثمان النيسابوري: «من أمر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا نطق بالبدعة. قال الله تعالى: وإن تطيعوه تهتدوا (النور/ 54)) * «8» .

29-* (قال ذو النون المصري- رحمه الله تعالى-:

«إنما دخل الفساد على الخلق من ستة أشياء: الأول ضعف النية بعمل الآخرة، والثاني صارت أبدانهم مهيأة لشهواتهم، والثالث غلبهم طول الأمل مع قصر الأجل، والرابع: آثروا رضاء المخلوقين على رضاء الله، والخامس: اتبعوا أهواءهم ونبذوا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، والسادس: جعلوا زلات السلف حجة لأنفسهم، ودفنوا أكثر مناقبهم» ) * «9» .

30-* (سئل أبو حفص الحداد- رحمه الله- عن البدعة فقال: التعدي في الأحكام، والتهاون في السنن، واتباع الآراء والأهواء، وترك الاتباع والاقتداء) * «10» .

31-* (قال ابن حبان- رحمه الله تعالى-:

«العقل والهوى متعاديان، فالواجب على المرء أن يكون لرأيه مسعفا ولهواه مسوفا. فإذا اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه، لأن في مجانبة الهوى إصلاح السرائر، وبالعقل تصلح الضمائر» ) * «1» .

32-* (قال الماوردي- رحمه الله تعالى-: إن الهوى والشهوة يجتمعان في العلة والمعلول ويتفقان في الدلالة والمدلول، لكن الهوى مختص بالآراء والاعتقادات، والشهوة مختصة بنيل المستلذات.

فصارت الشهوة من نتائج الهوى، ولذلك فإن الهوى عن الخير صاد، وللعقل مضاد، لأنه ينتج من الأخلاق قبائحها، ويظهر من الأفعال فضائحها، ويجعل ستر المروءة مهتوكا، ومدخل الشر مسلوكا. ولما كان الهوى غالبا وإلى سبيل المهالك موردا، جعل العقل عليه رقيبا مجاهدا، يلاحظ عثرته، ويدفع بادرة سطوته، ويدفع خداع حيلته، وذلك لأن سلطان الهوى قوي ومدخل مكره خفي» ) * «2» .

33-* (قال ابن تيمية- رحمه الله تعالى- «أضل الضلال: هم أتباع الظن والهوى، كما قال الله تعالى في حق من ذمهم إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى (النجم/ 23) وقال في حق نبيه صلى الله عليه وسلم والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى (النجم/ 1- 4) فنزهه عن الضلال والغواية اللذين هما الجهل والظلم، فالضال هو الذي لا يعلم الحق، والغاوي الذي يتبع هواه، وأخبر (عن نبيه صلى الله عليه وسلم) أنه ما ينطق عن هوى النفس، بل هو وحي أوحاه الله إليه فوصفه بالعلم ونزهه عن الهوى» ) * «3» .

34-* (قال أيضا- رحمه الله تعالى-:

«العبادات مبناها على الشرع والاتباع، لا على الهوى والابتداع، فإن الإسلام مبني على أصلين: أحدهما:

أن نعبد الله وحده لا شريك له، والثاني: أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم لا نعبده بالأهواء والبدع، فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم من واجب ومستحب، لا أن نعبده بالأمور المبتدعة» ) * «4» .

35-* (قال ابن رجب- رحمه الله تعالى-:

«إن جميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله وقد وصف الله المشركين باتباع الهوى في مواضع من كتابه، وكذلك البدع تنشأ من تقديم الهوى على الشرع ولهذا يسمى أهلها أهل الأهواء، ومن كان حبه وبغضه وعطاؤه ومنعه لهوى نفسه كان ذلك نقصا في إيمانه الواجب، فيجب عليه حينئذ التوبة من ذلك، والرجوع إلى اتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من تقديم محبة الله ورسوله وما فيه رضا الله ورسوله على هوى النفس ومراداتها كلها» ) * «5» .

36-* (قال ابن كثير- رحمه الله تعالى- فيتفسير قوله تعالى أرأيت من اتخذ إلهه هواه (الفرقان/ 43) :

يعني أنه مهما استحسن من شيء ورآه حسنا في هوى نفسه كان دينه ومذهبه كما قال تعالى:

أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء (فاطر/ 8) » ) * «1» .

37-* (قال ابن بطة- رحمه الله تعالى-:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فما يزال به حتى يتبعه لما يرى من الشبهات.

قال- رحمه الله تعالى-: هذا قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق فلا يحملن أحدا منكم حسن ظنه بنفسه، وما عهده من معرفته بصحة مذهبه على المخاطرة بدينه في مجالسة بعض أهل هذه الأهواء، فيقول: أداخله لأناظره أو لأستخرج منه مذهبه، فإنهم أشد فتنة من الدجال، وكلامهم ألصق من الجرب، وأحرق للقلوب من اللهب، ولقد رأيت جماعة من الناس كانوا يلعنونهم ويسبونهم فجالسوهم على سبيل الإنكار والرد عليهم فما زالت بهم المباسطة، وخفي المكر، ودقيق الكفر، حتى صبوا إليهم» ) * «2» .

38-* (قال الفيروزآبادى- رحمه الله تعالى- عظم الله تعالى ذم اتباع الهوى في قوله تعالى أفرأيت من اتخذ إلهه هواه (الجاثية/ 23) وقوله ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم (البقرة/ 120) وجمع الهوى في الآية الثانية تنبيها على أن لكل واحد هوى غير هوى الآخر، ثم إن هوى كل واحد لا يتناهى، فعلى هذا فإن اتباع أهوائهم نهاية الضلال والحيرة) * «3» .

39-* (قال الشنقيطي- رحمه الله تعالى-:

«إن الواجب الذي يلزم العلم به أن يكون جميع أفعال المكلف مطابقة لما أمره به معبوده- جل وعلا-، فإذا كانت جميع أفعاله تابعة لما يهواه، فقد صرف جميع ما يستحقه عليه خالقه من العبادة والطاعة إلى هواه» ) * «4» .

40-* (قال الشاعر:

إذا ما رأيت المرء يقتاده الهوى … فقد ثكلته عند ذاك ثواكله وقد أشمت الأعداء جهلا بنفسه … وقد وجدت فيه مقالا عواذله وما يردع النفس اللجوج عن الهوى … من الناس إلا حازم الرأي كامله) * «5» .

41-* (وقال آخر:

يا عاقلا أردى الهوى عقله … مالك قد سدت عليك الأمور أتجعل العقل أسير الهوى … وإنما العقل عليه أمير) * «6» .

42-* (قال بعض أهل العلم: «كن لهواك مسوفا، ولعقلك مسعفا «1» ، وانظر إلى ما تسوء عاقبته فوطن «2» نفسك على مجانبته، فإن ترك النفس وما تهوى داؤها، وترك ما تهوى دواؤها، فاصبر على الدواء كما تخاف من الداء» ) * «3» .

43-* (وقال آخر: «خير الناس من أخرج الشهوة من قلبه، وعصى هواه في طاعة ربه» ) * «4» .

44-* (وقال آخر: الهوى مطية الفتنة، والدنيا دار المحنة «5» ، فانزل عن الهوى تسلم، وأعرض عن الدنيا تغنم، ولا يغرنك هواك بطيب الملاهي، ولا تفتنك دنياك بحسن العواري «6» ، فمدة اللهو تنقطع، وعارية الدهر ترتجع، ويبقى عليك ما ترتكبه من المحارم وتكتسبه من المآثم» ) * «7» . 45-* (قال بعض السلف: «شر إله عبد في الأرض الهوى» ) * «8» .

46-* (قال بعضهم:

إني بليت بأربع يرمينني … بالنبل من قوس لها توتير) * «9» .

إبليس والدنيا ونفسي والهوى … يا رب أنت على الخلاص قدير) * «10» .

47-* (قال أعرابي: «الهوى هوان ولكن غلط باسمه، فأخذه الشاعر وقال:

إن الهوان هو الهوى قلب اسمه … فإذا هويت فقد لقيت هوانا) * «11» .

48-* (وقال حكيم: «العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع» ) * «12» .

49-* (وفي بعض الحكم من أطاع هواه، أعطى عدوه مناه) * «13» .

50-* (قال بعض البلغاء: «أفضل الناس من عصى هواه، وأفضل منه من رفض دنياه» ) * «14» .

من مضار (اتباع الهوى)

نفس مضار صفة ((الابتداع))

السابق
افشاء السر
التالي
الأثرة